الجمعة، 27 يونيو 2014

قصة بدايتي الشعرية



الإحساس بالظلم والشعور بالتسلط, مؤلم وقعه على القلب, سيَّما إن كان ذلك من قريب أو صديق أو زميل, ولله در الشاعر العربي إذ يقول:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة * على النفس من وقع الحسام المهند
ولكن لا يدري المرء ما يخبئ له القدر, وكم من محنة في طيها منحة ...
القصة جرت أحداثها بالمدرسة القرآنية الداخلية بتازولت (القصبة) في سنة 1983 وتفاصيلها:
 أن الشيخ حفظه الله خلال غيابه قد تحدث أشياء بالمدرسة إن سمع بها لا يقبلها, وقد كان بعض ذلك في يوم من الأيام, وكان زميل لنا مقرب من الشيخ آنذاك قد ذكر له أسماء بعض الطلبة الذين قاموا بأحداث لم أتذكرها ومن ضمن الأسماء وجدت اسمي واسم طالبين معي – والله يعلم أنا برآء مما اتهمنا به – فصب الشيخ جام غضبه علينا وإلى الله المشتكى.
فوضنا أمرنا إلى ربنا ودعونا الله أن يظهر شيئا يثبت به براءتنا؛ فما هي إلا يومين أو ثلاث إذ أصيب صاحبنا الذي اتهمنا بمرض في عينه فآلمته كثيرا؛
فلما رأينا ذلك أنشد صاحبي قائلا:
الحق بان على الكذاب في وقته * قد خلص الله للعباد منه لـه

فسلط الله مرْض العين حدا له * لكي يرضي الذين قد ظلمهم
فأردفت قائلا:
وقد مددنا إلى الإله نشكوا له * من كذْبه علينا ولم يخف شيخه
فكان أول بيت نظمته في حياتي, كما كان أول ما نظم زميلي.
بعد ذلك وفي نفس السنة تقريبا أو في التي تليها وكنت قد أتممت على الشيخ شرح الأجرومية في النحو, نظمت حروف الجر كما أوردها ابن آجروم نثرا حيث قال: "... وحروف الجر وهي: من وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام" فنظمتها:
من إلى عن على وفي وربَّهْ * والباء والكاف واللام يا طَلَبَهْ
وفي سنة 1986 - وكنت حينها قد تخرجت من المدرسة والتحقت بالمعهد الإسلامي لتكوين الإطارات الدينية بتمنراست- نُعي إلي نبأ وفاة جدتي رحمها الله وأنا متواجد في ولاية تمنراست, خيم علي حزنين حزنت لوفاتها وحزنت لكوني لم أحضر جنازتها؛
جاءني في الحين ملاك الشعر أو شيطانه فنظمت من الخفيف:
صلوات مع سلام على أحـــــــ * ـــــمد مع آلـــــــــه خيار البريــــه

قد سمعنا مقالــة خشعت منها * القلوب كــــــذا الدموع بكيـــــــــه

هي والـــــــــدة أبيـــــــــــنا التي قـــد * لحقت بالأعلى الرفيق ضحيه

يــا لها من مصيبة قد أحاطت * بجميع المنــــــازل المــــامونيــــــه

ولذا نطلب من الخـــــالق البــــا * ريء أن يرحم النفوس الرضيـــه

وأن يسكنها الفردوس كما أســــــــــ * ـــــــــكن من قبلها نفوسا ذكيه

مع من أنعـــــم الإلــــــه عليــــــهم * كالنبيئين والنفـوس الضحيـــــه
إلى آخر القصيدة التي لم أعد أذكر منها سوى ما كتبت.

الاثنين، 23 يونيو 2014

هلاَّ رجعتَ إلى الشعرِ؟



تُلَمِّحُ لي: هلاَّ رجعتَ إلى الشعرِ؟ = وكنتُ هجرتُ الشعرَ حيناً من الدهرِ
تَشتَّتَ ذِهنِــــي واضْمَحلَّتْ مَــــوَاهبي = تَحَيَّرتُ في أمـــــــــري فَوَآضَيْعَةَ العُمْـرِ
تذكَّرْتُ أيــــــــــــــام القَرِيض التي مَضتْ = سَـأَبْكِ لها بُكَا الخنسآءِ على صَخْـرِ
ولكـنَّ نفسـاً حُـــــــــــــــــرَّةً لا تُبِيــــــــــــحُ لي = بُكـــــاءً كما تبكي الثَّكالَى على القبـرِ
أَمـَــــرْيمُ ما عـاد القَــــــرِيضُ صناعتي = وقد كنتُ قِــــــــدْماً عاشق النقد والشعرِ
أَمَــــــــــــــرْيمُ مهـــــــــــــــلاً فالقوافِي إِهـابةً = تُهابُ إلى الإنسانِ من حيث لا يدري
أَمَــــــــــــــرْيمُ شكـراً قد أَعَدْتي قَريحـتي = وكنتُ هجرتُ الشعر حيناً من الدهرْ